الدكتور أحمد خالد توفيق هو مؤلف وروائي مصري وهو أول مؤلف عربي يكتب في أدب الرعب، ويتميز بأنه قريب بشكل كبير من الشباب وكانوا يلقبونه بالعراب، وربما أشهر كتبه الأدبية سلسلة ما وراء الطبيعة، ولد في 10 يونيو عام 1962 في مدينة طنطا وتوفي في 2 أبريل عام 2018 عن عمر يناهز 56 سنة، وفي هذه المقالة إليكم أشهر حكم ومقولات الدكتور أحمد خالد توفيق.
حكم ومقولات أحمد خالد توفيق
فجأة وجدت أنني في الأربعين، الخامسة والأربعين، ثم سن الخمسين! هذه أرقام لم أسمع عنها قط ولم أتخيل أنها ممكنة، بدأت أشعر بالذعر عندما لاحظت الباعة يقولون لي «يا حاج»، والمراهقون يقولون «يا عمو»، ثم ازداد الأمر سوءا عندما صار الأولاد المهذبون يقفون في الموصلات كي أجلس مكانهم.
لماذا يتوقف الناس في لحظه معينه عن أن يكونوا كما عرفناهم؟
فيما بعد سيظن المؤرخون أن هناك وباء ساد العالم في القرن الواحد والعشرون، جعل كل البنات يقفن على قدم واحدة ويثنين الأخرى، وينظرن للكاميرا بالجانب بنظرة من طراز (الشكولاته. معايا. ومش. هاديلك. حته)، ويجعلن فمهن كمنقار البطة، عندما تقابل يا ولدي الفتاة الوحيدة التي لا تفعل ذلك، فلتتزوجها في الحال.
لا شيء يشفي سوى الزمن، لا بد من مرور فترة زمنية معينة على أي جرح نفسي حتى يشفى، لا توجد نصائح ولا علاج ولا حقن يمكنها أن تجلب الشفاء فورا، فقط مرور الزمنّ.
لماذا لا يصدقني الحمقى؟ الحياة كلها سلسلة من القصص المكررة، سلسلة من الأنماط المألوفة، لكننا في كل مرة نأمل في أن تسير معنا الأمور بشكل مخالف.
لا أريد أن أكون وحيدا، يحرقني الإحساس المرير بأن هذه مشكلتي أنا فقط، أتعذب وحدي، أجن وحدي، بينما يعود كل واحد إلى داره مسرورا يحمد الله أنه ليس أنا.
كانت الكارثة كلها في الإفراط، الإفراط في الأمل، في الحب، في التوقعات، في الإنتظار، في كل شيء.
السبب الوحيد الذي أبقاه متزوجا هو أنه ليس رائق المزاج للطلاق، ليس لديه وقت يضيعه مع المحامين والمحاكم والبكاء الهستيري وجلسات الصلح ووساطة الأقارب. الخ.
الكلام الفارغ يجب أن يقرأ بسرعة البرق، والكلام المهم يجب أن يقرأ
ببطء السلحفاة، نصيحة لن أنساها لأحد معلقي الكتب الأمريكيين.
الفلسفة كما رأيتها هي فن إضاعة الحقيقة، البحث عن الشمس بينما هي تضيء الأفق، الفيلسوف هو شخص فشل في أن يفهم الحياة كما هي، فشل أن يمارسها كما تمارسها قطة سعيدة راضية.
الإيمان بالله هبة ظفر بها البسطاء بينما حرم منها أكثر فلاسفتكم، تعتقدون أن الطعام وجد كي لا ناكله، والشراب وجد كي لا نشربه، والحب وجد كي لا نعيشه! هناك أشياء مهمة في الفلسفة بالطبع، لكن هناك أشياء لا تطاق ولا يمكن احتمالها، لو قارنت في ميزان البشرية بائع الفول الواقف على باب شارعنا بـ(نيتشه) لرجحت كفة بائع الفول على الفور. إنه رجل سعيد مفيد لنفسه والآخرين.
أيّتها الوحدة، أنت موطني الوحيد، أنت رفيقي الدائم حينما أفتقر للوطن، الناس هم غربتي.
إن الناس يتزوجون ليجدوا من يرعاهم، أو يتزوجون لينجبوا، أو يتزوجون لأنهم لا يجدون شيئا أفضل يفعلونه.
تضايقني في الأقلام العربية السخرية المبتذلة من العوانس والبدينين، يظهرون العانس امرأة تعوي طول اليوم من أجل الرجال، والبدين خنزير لا يكف عن الأكل، مشاعر المرأة مقدسة لا يجب أن تعرض بهذه الفجاجة، وليتهم جربوا عذاب البدين العاجز عن فقدان الوزن لحظة، الباقي أن يسخروا من واحد محروق أو مبتور القدم.
كانت ندوة سقيمة من تلك الندوات التي يتحدث فيها كل واحد ليثبت للآخرين أنهم حمير.
كان اسمه جابر، وقد كان أحمق لم يفهم قواعد أي شيء، بشكل ما، يستحق الفقراء كل ما هم فيه، إنهم أقل ذكاء من أبنائنا، إنهم ضعيفو الإرادة خاملون، تركوا أنفسهم يسرقون كل هذا الزمن من دون أن يحركوا إصبعا، هم بهذا انحدروا إلى درجة أقل من مرتبة الحيوان، حتى النحل يلدغك لو حاولت سرقة عسله والدجاج ينقر أظافرك لو حاولت سرقة البيض، بينما هم ظلوا خائفين صامتين.
يصمم أن يقرأ، يبحث في القمامة عن كل كتاب قديم فهي أشياء لم تعد تباع، هذه ميزة أن تهتم بأمور لم تعد تهم أحدا، على الاقل لن يسرقك الآخرون. هذه الكتب ملقاة هنا منذ سنين.
إنها من الطراز شديد الحساسية والتوتر، كتلة أعصاب تمشي على قدمين، لا يوجد جهاز عصبي يتحمل كل هذا القلق.
الوحدة أمر خطير ومن السهل أن تتحول إلى إدمان، عندما تدرك كم من السلام موجود هناك، حينها لن ترغب في التعامل مع الناس مجددا.
رأيت ذات مرة في فيلم غربي في تليفزيون القهوة فارسا نبيلا يمشي مع امرأة فيرى بركة وحل، عندها نزع معطفه وألقاه على الأرض لتمشي عليه فلا يتسخ حذاؤها، مع (صفية) لم ألعب دور الفارس، لعبت دور المعطف ذاته.
إنّ سر تقديرنا البالغ لمن ماتوا، هو أنهم لن يضرونا بعد الآن.
ليست الثقافة دينا يوحد بين القلوب ويؤلفها، بل هي على الأرجح تفرقها؛ لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذي يعانونه، وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه.
لماذا لا يتصرف الذين نكرههم بلطف وتهذيب وينتحرون؟
من المهين لكبرياء الزوجة أن ينتحر زوجها، لا بدَّّ من أن يظل حيا إلى أن تقتله هي بالضغط.
الحقيقة أن الناس في مصر محظوظون، فهم ليسوا بحاجة إلى قراءة أدب الرعب لممارسة بروفة الموت، إن الرعب ضيف دائم معهم خاصة أسوأ أنواعه: الخوف من الغد.
قد أبتلع بعض آرائي وأفضّل الصمت، لكن لا توجد قوة على الأرض تجعلني أقول ما لست مقتنعا به! أي أنني قد لا أقول كل الحقيقة، لكنني لا أقول شيئا سوى الحقيقة.
لن يفهموك، فأنت تتحدث عن أمر قطعت فيه آلاف الأميال تفكيرا ولم يمشوا فيه خطوة واحدة، لن يشعروا بك، فأنت تشرح شعورا جال في قلبك كلّ ليلة ملايين المرّات ولم يطرق قلبهم ليلة، ليس ذنبهم، بل هي المسافة الهائلة بين التجربة والكلمات.
إن البشر لا يحبون المنطوي، ولا يستريحون له بشكل عام، إنهم يفهمون أن تكون وقحا، أو أن تكون صاخبا، أما أن تكون مهذبا غامض فهم يظنون بك الظنون.
أنا خجول! لهذا قد أبتلع بعض آرائي، وأفضل الصمت لكن لا توجد قوة على الأرض تجعلني أقول ما لست مقتنعا به! أي أنني قد لا أقول كل الحقيقة، لكنني لا أقول شيئا سوى الحقيقة.
هناك جريمة مشينة اليوم اسمها أن تعبر عن رأيك، لا بد من ممارسة سياسة ما يطلبه المستمعون، فقط عليك أن تعرف ما يروق لجمهورك.
هذه هي فلسفتي، دائما أتوقع الأسوأ وفي كل مرة يتضح أن توقعاتي كانت أسوأ من الحقيقة، هذا جعل الحياة بالنسبة لي سلسلة من المفاجآت السارة، المتفائلون في رأيي هم أكثر الناس إصابة بخيبة الأمل، بينما أن أتوقع مثلا أن يسقط علينا نيزك في هذه اللحظة، لو لم يحدث هذا لشعرت بأني محظوظ وأن الحياة أجمل مما نظن.
هل تعرف؟ هناك في دراسات البيولوجيا الحيوية مايؤكد أن هناك أشخاصا تحدث لهم المتاعب أكثر من سواهم، إنهم ليسوا أكثر خرقا ولا غباء من الآخرين، لكن هناك شيئا ما يجعلهم الأكثر ابتلاء.
لا أتحمل الحياة بلا أحلام، منذ طفولتي لم أجرب العيش بلا أحلام، أن تنتظر شيئا، أن تحرم من شيء، أن تغلق عينيك ليلا وأنت تأمل في شيء، أن تتلقى وعدا بشيء.
إن العلاقات السطحية تظل جميلة دائما، أما تعميق العلاقات فهو الطريق الملكي إلى المشاكل، المشادات، الكراهية، وفي النهاية تصير حياتك جحيما.
كانت أفكاري سقيمة معوجّة، لكني كنت أؤمن طيلة حياتي أنه من الخيـر للمرء أن يكون شيطانا في أفكاره ويتعامل كملاك، من أن يكون ملاكا في أفكاره ويتعامل كشيطان، فقط يفعل القديسون في أحلامهم ما يفعله الخطاة في صحوهم.
هل يتوقعون أن تتحسن الأمور؟ الأمور لا تتحسن أبدا، تاريخ البشرية هو حشد من الحماقة والمصائب، فقط يتطور العلم، وتطور العلم لا يمد يد العون للأخلاق، لكنه يجعل الشر أكثر براعة وتعقيدا، قارن بين آثار حرب طروادة وبين القنبلة الهيدروجينية، قارن العهر في أثينا القديمة بأعياد "ماردى جرا" المعاصرة ونوادي التعري وتجارة البورنو، لقد انحدرت البشرية إلى القاع وحان الوقت كي تمحى.
أصدقاء الماضي رحلوا واحدا تلو الآخر، تغيرت الأماكن والأهتمامات، أنت صانع طرابيش رائع، أنت صانع سيوف بارع، لا أحد يريد ما تجيد عمله ولا يتعاملون به رغم أنك أفضل من يقدمه، تتساءل عن اليوم الذي يستعيد فيه الناس وعيهم، متى يسترجعون جمال الماضي، متى تعود أنت مهما، لكن هذا لا يحدث أبدا، في النهاية أنت تتجه إلى النهر المظلم، النهر الذي عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا، سوف تعبر إلى الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع.
إن البنات لا يقلقن على تأخر زواجهن بسبب حاجة فسيولوجية معينة أو خوفهن من العنوسة أو شوقهن للأمومة، أعتقد أنهن يقلقن لسبب واحد يا د.رفعت هو رؤيتهن لصديقاتهن يتزوجن الواحدة تلو الأخرى، هل تعرف ذلك الشعور الممض؟ لحظة استلام بطاقتك من السجل المدني أو استعادة كراستك في المدرسة الابتدائية؟ الصوت ينادي واحدة تلو الأخرى، الكل يسترد أوراقه، تدريجيا تجد نفسك واقفا وحدك بانتظار من يناديك بدورك، ذلك القلق الرهيب والشعور بأنك سقطت سهوا من فوق مائدة الحظ، وأن أحدا لن يبحث عنك تحتها.
ما أمس حاجتي إلى أن أعلو لأرى هذه المتاهة التي أعيش فيها من منظور عين الطائر، فلو ارتفعت أكثر لرأيت المتاهة أوضح ولفهمت سبب تخبّطي على الدوام.
علمني الغلاء ألا أفرح بمال يأتيني، ولا أحزن على مال فقدته، وأن الادخار لا جدوى منه، تبتاع عرض الصابون ثلاث قطع لتوفر ثلاثة جنيهات، ثم تدفع خمسمائة جنيه في فاتورة الكهرباء بعد ساعة. ولرب عزومة لبعض أقاربك تكلفك ثمن جهاز تليفزيون متوسط الحجم.
الدرس الذي تعلمته من هذا الموقف هو: لا تصارح الآخرين بعيوبهم إلى أن يكتشفوها هم بأنفسهم.
حقا إن الإنسان مسكين، تتشاجر مع رئيسك في العمل فتفصل، تتشاجر مع مارّ في الشارع فيحطم أنفك، تتشاجر مع هيئة حكومية فتسجن، عندها تشعر بحاجة إلى أن تخرج بعض عصبيتك في دارك بعيدا عن العيون، لكنك تصطدم بشريك حياة غير مستعد لسماع شيء. عرفت صديقا لي كان يقود سيارته بأقصى سرعة لها في طريق مهجور، ويخرج رأسه من النافذة ويصرخ ويسبّ بأعلى صوته، كان هذا يريحه، وأظنني أفهمه.
الإنسان الحساس! باختصار شخص مشكلته طیلة الیوم ھي نفسه، كم أنه رائع والآخرون أوغاد، ھذا لا يطاق.
وأنا يا رفاق أخشى الموت كثيرا، ولست من هؤلاء المدّعين الذين يردّدون في فخر بطولي نحن لا نهاب الموت، وكيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي، إنّ من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان.
ديسمبر هو رائحة النهاية مختلطة برائحة البداية، هو الشعور بأن مرحلة سيئة توشك على الانقضاء، هو الأمل الزائف أن الأمور ستتغير بإنتهائه، أن ما بعده عام جديد بحظ لربما سعيد.
إن حوادث الطفولة أشبه بالخدوش التي تترك على سطح ليّن من الأسمنت، سرعان ما يجفّ فلا تمحى الخدوش أبدا، إن كل عقدنا ونحن بالغون بدأت في طفولتنا.
الجروح إما أن تودي بصاحبها إلى القبر، أو تلتئم وتشفى، لكن جرحي رفض أن يتصرف كأي جرح آخر.
الحقيقة أنني أنهار يوميا عدة مرات، وأنهض، أرمّم روحي دون أن يدري أي أحد بما يجري داخلي، وهذه ميزة أن تتقن التظاهر بالثبات.
إلى المتعصّبين من متابعي كرة القدم، إليكم العلاج: أحب مباريات كرة القدم المعادة، حتى أقوم من البداية بتشجيع الفريق الذي سيفوز.
المتأخرون إنهم الأشخاص الذين لا يبالون بالوقت ولا التأخر عن المواعيد، ويملكون درجه شنيعة فاضحة من السلام الداخلي، كل شيء مع هؤلاء القوم يستغرق وقتا أطول من اللازم، يأكلون في ساعات، ويصحون في دهور، يدخلون الحمام في قرون، ويستيقظون في سنين.
ببطء، لكن بثبات، وبنفس الطريقة التي يحول بها الخريف شكل الغابة، حولتني آلاف التغييرات الصغيرة إلى شخص آخر.
من الذي ابتكر الصفع؟ من العبقري الذي عرف أن مركز الكرامة يقع تشريحيا تحت الخد؟ بحيث تشكل الصفعة ضربة مركزة إلى كرامة المرء؟
الموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادما، ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا.
كلّ اختيار مهما صغر يمكن أن يضعنا في كون آخر مختلف تماما. الحريّة الحقيقية هي أن تعيش حياة لا ترغم فيها على الاختيار.
انتهت صداقتنا ليس بمشاجرة أو موقف عنيف، وإنما هي حالة من القرف والملل التدريجي، ما ينتهي ببطء لا يعود بسرعة، لا يعود أبدا.
لا تعارك من أجل إنقاذ شعور، تعلم فن الاكتفاء.
للأسف، بعض البشر لم يتعلموا من الكرة الأرضية سوى اللف والدوران.
أحيانا أشعر بالخوف من الليل، أحيانا أشعر بالوحدة، فأعود مجرد طفل واهن يرتجف من الظلام، ويتمنى لو أضاء أحد أبويه ضوء غرفة النوم، لكن ليس من حق من كان في عمري أن يفكر في ذلك بعد الآن.
هناك من يحبون الجدل لمجرد الجدل، ويجب أن أعترف أنني طيلة حياتي الطويلة لم أر شخصا يقتنع برأي شخص آخر بعد أي جدال، أتمنى لو وجدت الشخص الذي يقول في تواضع معك حق، لقد كنت مخطئا.
لماذا نمنح كل الحنان ونحن في سن لا تسمح بفهمه؟ ولماذا نحرم منه حين نحتاج إليه؟
جرب الكلام على نفسك قبل أن ترميه في نفوس الآخرين.
مساكين نحن البشر، نطارد الأوهام في كل صوب، ثم نكتشف أنها أوهام، بعد ثوان نرى أوهاما جديدة في الأفق فنطاردها.
كان ملحدا متعصبا وقد راح – في أثناء مناقشتي معه - يقسم لي بالله العظيم أنّه على حق.
النسيان بالنسيان والبعد بالبعد وأنا لنفسي وأنت لأمثالك.
في عالمنا لو كنا سنصغي لكل هراء نسمعه، فلن نجد وقتا لأي شيء آخر.
بعد أشهر - لو حالفك الحظ - ستدركين الحقيقة، إن الجمال عند الرجل أهم من أي عقل، طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات (سيمون دى بوفوار)، مباراة الأهلي والزمالك أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها (أبو العلاء المعري) شخصيّا لو أمكن هذا.
كنت اتساءل لماذا يختار الموت أفضل من فينا؟ ولكنني وجدت الإجابة مؤخرا في كلمة احدهم، لانهم نجحوا في الامتحان مبكرا، فلا داعي لوجودهم.
الرجل يبحث عن فتاة جميلة مهذبة طيبة، ما إن يجدها حتى يكافئها على تميزها بأن يهديها نفسه، من قال إنك جائزة يا أخي!
لا أطيق أن يسخر أحدهم من ذكائي، إسخروا من شكلي، من ثيابي، من سيارتي، من أنفي، لكن لا تسخروا من عقلي من فضلكم فهذه إهانة بالغة.
إذا كانت الأمور تسير معك بـسلاسة، فـأنت ـ في الغالب ـ تجري على منحدر.
هل هو حب؟ لا ليس حبا بالتأكيد، لكن الهشاشة النفسية تجعلك تتشبث بأي إنسان وتشعر بأنك تهيم به حبا.
كنت أظن أنّ الذي يحبّني سيحبني حتى وأنا غارق في ظلامي، حتى وأنا ممتلئ بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجز عن حب نفسي، سيحبني رغما عن هذا، ولكن لا، فلا أحد يخاطر ويدخل يده في جب البئر، الظلام لنا وحدنا.
الأرق نوع من الإمساك العصبي، لا يمكن تفريغ أحشائك العصبية من ذكرياتها المؤذية مهما حاولت.
يبدأ فقدان الحب بأن نكف عن العطاء، بعدها نكف عن الأخذ.
لو كان بوسع المرء أن يغرس خنجرا في مخه ليقتطع الجزء الذي يحمل ذكريات معينة، لغدت الحياة جنة.
أنت شخص وحيد.وحيد بالمعنى الكامل للكلمة. لا أحد يستمع للأغاني التي تعشقها. لا أحد قرأ ما قرأت أنت من كتب. لا أحد يضحك على النكات التي تجدها أنت ظريفة. لديك ذكريات لكنها كعملة أهل الكهف لا قيمة لها اليوم ولا أحد يريد سماعها رغم أنك تجدها ثمينة جدا.
من الصعب أن تكون أنت الحجة الأخيرة، ألا يكون هناك من تنظر لأعلى نحوه طالبا النصح، أن يطالبك الناس بالعطاء وأنت تشعر بالحاجة للأخذ.
لقد آمنت مؤخرا أنني كبرت بما فيه الكفاية، لأنني أفلت جميع الأيدي التي لم تشد على يدي.
للأبد؟ ماذا؟ ستظل تحبني للأبد؟ حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم، حتى تتصادم الكواكب، وتذبل الشموس، وحتى ينطفئ القمر، وتجف البحار والأنهار، حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي، حتى يعجز لساني عن لفظ إسمك، حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة، فقط عند ذلك ربما أتوقف، ربما.
أخشى أن استيقظ يوما في الأربعين لأجد أنني ضيعت حياتي بسبب خيار خاطئ اتخذته وأنا في سن العشرين.
عدد الحمقى والأوغاد الذين يقابلهم المرء كل يوم لا نهاية لهم، يبدأ بأول وجه يراه في مرآة الحمام صباحا، وينتهي بآخر وجه يراه في مرآة الحمام ليلا.
لا أحد يكتب من فراغ ولا أحد يستلهم أفكاره وهو جالس يتأمل فوق جبال الهيملايا، إن وجداننا الجمعي وعقلنا الباطن محشو بما قرأناه أو عرفناه من قبل، فقط نضيف لهذا موهبتنا ورؤيتنا الشخصية.
كلما تقدم الكاتب في الكتابة كلما أدرك أن هناك التزاما تجاه قرائه.
العبقرية في هذا البلد أنك تعتقد باستمرار أنك قد بلغت القاع، وفي كل مرة تكتشف أن القاع كان بعيدا وقتها. هناك قاع آخر أكثر رهبة وظلاما وينعدم فيه الأكسجين أكثر أدعو الله أن يقبض روحي قبل أن أتحدث عن الأيام الحالية باعتبارها كانت أيام ترف وعز بالنسبة لما هو قادم.
العطاء من دون حب لا قيمة له، والأخذ من دون امتنان لا طعم له.
لم يحدث ان أصابني ضرر في المرات التي تصرفت فيها كشخص بغيض، وحدها المرات التي كنت فيها شخصا لطيفا هي التي ضرّتني.
معنى الصداقة هو أنني -تلقائيا- أراك جديرا بأن أأتمنك على جزء من كرامتي.
قالوا إن الضحك يحرك عضلتین بینما الغضب يحرك عشرين عضلة، فلماذا تتعب نفسك إذن؟ ھذا صحیح، لكن الغضب يحافظ على اتزانك النفسي ويخرج طاقتك العدوانیة بدلا من أن تأكلك من الداخل كالحمض.
إن نهاية الطغاة لشيء جميل، لكننا للأسف لا نعيش غالبا حتى نراها.
لو سمح ببيـع اللحم البشري عند الجزارين، لأرتفعت قيمة الإنسان مرة أخرى، عندئذ سيكون سعرك يا صديقي آلاف الجنيهات.
الذين يهددون بالرحيل، يريدون فقط أن يطلب منهم البقاء، أن يشعروا أن وجودهم مرغوب به، الذين يريدون الرحيل حقا يرحلون دون تهديد.
فقط في سن العشرين أدركت الحقيقة القاسية وهي أن علىّ أن أحيا بلا أحلام، سرقوا منا الماضي والحاضر والمستقبل ويكرهون أن يتركونا نعيش.
إن كل إنسان مهما صغر شأنه يحوى طاقة روحية إنسانية يمكنك أن تحبها متى دنوت منها، صحيح أن هناك أناسا ميئوسا منهم لا يمكن أن تحبهم مهما فعلت، هؤلاء هم أغبياء الروح، أصحاب الأرواح المغلقة.
إنه ذلك الطبع البغيض لدى الناس ان يعرفوا منك كل شيء على سبيل الفضول وهم يعرفون أنهم غير قادرين على مساعدتك.
كل ما يقال الآن قیل من قبل، لكنھم ينسون، كلھم ينسون.
اقترب من البسطاء، لأنهم يشعرونك بمعنى السعادة.
قد تأتيك النعمة، لأنك تمنيتها لغيرك.
الهشاشة النفسية تجعلك تتشبث بأي إنسان وتشعر بأنك تهيم به حبا.
نحن مجرد نمل يحيا فوق برتقالة فاسدة، نتصارع. ونحقد.بينما الكون يردد لحنه الأعظم. فلا نصغي.
الأيام تتسابق كأعمدة النور التي تراها من نافذة قطار.
أحمد خالد توفيق حكم ومقولات مقولات أحمد خالد توفيق حكم أحمد خالد توفيق