هل تريد أنّ تتخلص من إدمانك للفيسبوك؟ الكثير من الناس يعانون من هذه المشكلة الكبيرة، وهي إدمانهم للفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد كنا قد تحدثنا في مقالة سابقة عن أهمية الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذه المقالة سنتحدث عن كيفية التخلص من إدمانها.
المحتويات
أعراض إدمان الفيسبوك
مهلا قبل أن تباشر في قراءة المقالة، هل أنت فعلا مهووس بالفيسبوك؟ استعمالك للفيسبوك لا يعني أنك مدمن عليه، هذه هي أعراض مدمني الفيسبوك:
- تجد نفسك تتفقد حسابك على الفيسبوك في أي وقت.
- لديك هوس حول صورك في الفيسبوك وتقوم بتحديثها باستمرار.
- لقد أصبحت صفحات الفيسبوك صديقك الوحيد بحيث تمضي نهارك بأكمله في تفقد ما تنشره لحظة بلحظة.
- ترغب في إضافة المزيد من الأصدقاء بشكل رهيب وتهتم لعدد الإعجابات التي تتلقاها وتعيرها اهتماما متطرفا.
- مشاركة المنشورات أكثر من اللزوم.
هل تجد أن بعض هذه الأفعال تنجرد ضمن صندوق صفاتك؟ يؤسفني أن أعلمك أنك تملك هوسا بالفيسبوك، لكن لا تقلق فأول خطوات العلاج هي المعرفة والإقرار بوجود الخلل، تليها معرفة أسباب الخلل فكما تقول الحكمة “إذا عرف السبب بطل العجب”.
أسباب إدمانك للفيسبوك
التصفح الزائد للفايسبوك هو أحد وسائل المماطلة
لا يخلو أي إنسان على وجه الأرض من المشاغل والواجبات التي عليه القيام بها لكن تختار الأغلبية الساحقة المماطلة وإبداع الوسائل التشتيتية للهروب من هذه الأخيرة كما لو كانت وحشا يزمجر في حين أنها مجرد كائن وديع كل ما يطلبه هو العناية. لكن عوض الاعتناء بأداء المهام الواجب إتمامها; تجد نفسك تنزل في صفحة الفيسبوك أكثر فأكثر بحثا عن المزيد من المستجدات وتقنصا بالمزيد من القصص الطريفة. أحد الحلول المقترحة هو تسجيل اشتراكك بصفحات لها علاقة بمجال عملك والتي تهتم بنشر لما يخص الواجبات التي عليك إتمامها، أما في حين كان ذلك متعذرا نظرا لنوعية هذه المشاغل فلا تقم بتسجيل الدخول إلى حسابك في الفيسبوك حتى تنتهي من أنجازها وبهذا سيتسنى لك الابتسام أو الضحك على المنشورات الطريفة دون أيّما إحساس بتأنيب الضمير…
المشاركة الزائدة للمنشورات على الفيسبوك علامة على الوحدة وغياب الحزم
صار فيسبوك يشبه برنامجا واقعيا مملا لعرض مختلف التفاصيل المملة. فهل يجب عليك إخبار الجميع بما تناولته على الإفطار؟ أو إعلامهم بأنك مريض فعدى عن وجود غاية هادفة وراء ذلك كحاجتك لمتبرع بالدم أو ما شابه فإن هذه المشاركات صارت مزعجة كما أنها نداء صارخ تعلن به عن وحدتك وبحثك عن قبول الغير لك على شبكات التواصل الاجتماعي واهتمامك برأي الآخرين فيك وفي اختياراتك يعبر بدوره عن عجزك وقلة حزمك في اتخاذ القرارات باستقلالية عمن حولك وقد يرجع السبب لرغبتك في التنازل عن المسؤولية، فاذا كان خيارك خاطئا يمكنك دائما لوم الأشخاص الذين استشرتهم. القضاء على هذه المشكلة يكون بالقضاء على هذه العادة تماما وذلك بتجنب نشر أي شيء على فايسبوك إذا لم يكن فيه فائدة ونفع للغير.
التجسس على الغير ومطالعة أخبارهم باستمرار
لقد سهل الفيسبوك على مدار السنين عملية الاطلاع على الأصدقاء (وكما تعلم قد يكون هؤلاء غرباء تماما عنك) ومتابعة مختلف نشاطاتهم إلى درجة رهيبة وظهرت معها هواية تبناها الكثيرون وهي الانشغال بأمور الغير وحياتهم، ولتعلم أنه بمجرد أخذك أول خطوة في ذلك ستتبعها أخرى وأخرى إلى أن تتولد لديك عادة. ومما هو معلوم فاذا اكتسب الفرد عادة فان دماغه يصرفها إلى الجزء المسؤول عن الأعمال الأوتوماتكية، إذًا فإنك ستجد نفسك تفتح حساب الفايسبوك وتنبش في شؤون من ترغب في التجسس عليهم دون أن تدرك ذلك أصلا، من أجل التغلب على هذه المشكلة افهم السبب الذي يدفعك للتجسس على ذلك الشخص المعين، فاذا كان صديقا قديما انتهت علاقتك به فهذا دليل على تشبثك بالماضي وقد تجد في التكلم عن الموضوع لأحدهم بعض المساعدة.
الهوس بتفقد الاستعلامات
لا تمضي لحظة دون تفقدك لأيقونة الكرة الأرضية أعلى صفحة الفايسبوك، وقد تجد في الصوت الذي تحدثه عندما تتلقى استعلاما جديدا فرحة أكثر من صوت تحدث أصدقائك معك …هنا يجب دق ناقوس الخطر; فقد صار العالم الافتراضي يسيطر على وجودك وينسيك فيمن حولك لدرجة أن صار رأي أشخاص غرباء لا تعرفهم يهمك أكثر من أصدقائك وأحبائك. وإذا لم تصل إلى هذه الدرجة من الهوس بالفيسبوك بعد فأنا لا ألومك على استعجابك، لكن لتعلم أن هذه الحالة خطيرة ويجب إيجاد حل لها.
كيف تتخلص من إدمان الفيسبوك؟
أولا: اعترف بأنك تعاني من إدمان تجاه الفيسبوك
تقول حكمة شهيرة ” إذا لم يكن معطلا فلا تصلحه” فعملية الإصلاح ما هي إلا محاولة لإعادة الشيء إلى حالته الأولى وفي حالتك هذه هي محاولة للعودة بك إلى الأيام التي لم تكن تعرف فيها الفايسبوك أو بالأحرى لم تغص في أعماقه لدرجة أنك ما عدت ترى السطح. لست مضطرا لأن تعلن عن إدمانك في الصفحة الأولى للجريدة بل يكفي أن تقر بذلك لنفسك وإذا رأيت أن من شأن ذلك أن يساعدك; اعترف لصديق مقرب أو فرد من العائلة تحس بالراحة نحوه.
ثانيا: اكتشف محفزاتك
سأذكر مجموعة من المحفزات التي يمكن أن تكون سببا يدفعك إلى تفقد الفيسبوك بشكل مفرط، وليست كلها منطبقة عليك بالضرورة.
ما هو الأمر الذي قمت به (تفقدت الاستعلامات، أم اني تفقدت المستجدات التي ينشرها الصدقاء وصفحات الفايسبوك) ستبدأ بأحد هذه النشاطات وستقول لن أستغرق أكثر من دقيقتين إلى أن تلمح أن الساعة تشير بمرور ساعتين أو أكثر.
ما هو الوقت الذي قمت فيه بأحد هذه الأمور (ربما أنت أكثر قابلية لتفقد الفايسبوك أوقات الظهيرة أم لعلها بعد المغرب) ستكون في طريقك للتغلب من الإدمان بمجرد تجنب تلك الأوقات بالضبط.
ما الذي حدث مباشرة قبل ذلك (هل كنت قلقا أو منزعجا) قد يكون الفايسبوك لك بمثابة ملجأ مثلما هو الطعام للبعض.
ثالثا: افهم جيدا أنها مجرد عادة
كلما راودك إحساس ملح بأن تنشر شيئا أو تتفقد المستجدات فلتذكر نفسك أنك تود فعل ذلك لمجرد تبنيك تلك العادة وأنك لن تموت إذا لم تدخل حسابك كل خمس دقائق.
رابعا: تدرب على التحكم بنفسك
في النهاية الأمر كله قابع بين يديك هل ترغب في السماح للفايسبوك بأن يسلب حياتك منك. فكما يقول الحسن البصري ” يا ابن آدم ما أنت الاّ أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك ” وهذا الإدمان وسيلة لتضييع أكثر من أيام بل هي سنين إذا لم تقم بالتغلب عليه تذكر ذلك كلما جاءتك انتكاسة ورغبة ملحة لتفقد حسابك.
خامسا: قم بتعويض عادتك السيئة بأخرى جيدة
من أسهل الطرق للتغلب على عادة سيئة هو القيام بعادة جيدة كلما بادرت بالقيام بالأولى، وبعد مرور 21 يوم حسبما تقول الدراسات فسوف تقضي تماما على عادتك السيئة، قد تكون المطالعة أو القيام ببعض التمارين الرياضية أو مشاهدة فيلم وثائقي … إن هذه النشاطات تتطلب الانغماس التام في أثناء القيام بها وستنسيك في الفايسبوك تماما.
اعلم عزيزي القارئ أنك لست الوحيد الذي تعاني من هذه المشكلة وقد يكون أصدقاؤك يعانون منها بدورهم فاذا وجدت هذه المقالة مفيدة شاركها معهم حتى يستفيدوا منها.