هل طفلكِ جاهز لتناول الطعام العادي؟ تعرفي معنا إلى الوقت والطريقة الأنسب لإعطاء الطعام للطفل الرضيع لأول مرة، لا يتمكن الرضيع من التعامل مع طعام الكبير بصيغته التي نعرفها، كما أنَّ هناك عمراً معيناً لتطور طريقة البلع عند الأطفال الرُضَّع بما يساعدهم على ابتلاع الطعام، في هذه المادة سنتعرف على نوعية الأطعمة المناسبة للرُضَّع إضافة إلى الطريقة المثالية لتقديم أطعمة الكبار للمرة الأولى لأطفالنا.

في المرحلة الأولى يكون اهتمام الأمِّ منصبّاً على تغذيتها الذاتية أثناء الحمل والتي تلعب دوراً في الحفاظ على صحتها وصحة الجنين، ويستمر تركيزها على تغذيتها بعد الولادة لتعويض ما فقدته أثناء الحمل والولادة وباعتبارها مرضعة لطفلها.

لكن متى يصبح الطفل الرضيع مستقلاً غذائياً؟ وما الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الطفل الرضيع كبداية في اعتماده على الطعام العادي؟ وهل هناك أخطار يجب الحذر منها أثناء تعرف الطفل على أطعمة الكبار؟

المحتويات

متى يمكن إعطاء الرضيع طعاماً عادياً؟

يعتبر حليب الأم هو الغذاء الرئيسي في الأشهر الأولى من حياة الطفل، كما قد تلجأ الأمُّ إلى لبن الأطفال الذي يقدم للطفل دعماً غذائياً بديلاً أو رديفاً لحليب الأمِّ، لكن إذا لم يكن هناك عوائق صحية تحول دون الرضاعة الطبيعية فمن الأفضل أن يعتمد الطفل على حليب الأمِّ طيلة فترة الرضاعة.

أما من ناحية الطعام العادي أو الطعام القاسي (Solid Food) فالطفل يكون مستعداً عضوياً لاستقباله اعتباراً من الشهر الرابع كحد أدنى، ويفضل أن يعتمد الطفل على حليب الأمَّ حتَّى إتمامه الشهر السادس، حيث تشير منظمة (kids Health) إلى أنَّ الأطفال الذين يتناولون الطعام العادي عند عمر أربعة أشهر أكثر عرضة للإصابة بالبدانة مقارنة بالأطفال الذين يتمّون ستَّة أشهر من الرضاعة قبل البدء بالطعام.

تغيرات بطريقة البلع تساعد الطفل على تناول الطعام العادي

خلال الشهور الأولى من عمر الطفل يستخدم الأطفال لسانهم لدفع الطعام خارجاً، بين الشهر الرابع والسادس يبدأ الرضيع باستخدام اللسان لجذب الطعام إلى داخل الفم وابتلاعه، لكن هل هذا هو المؤشر الوحيد الذي ننتظره لنعطي الطفل طعاماً عادياً؟.

البدء بإطعام الطفل لا يعني التخلي عن الحليب

يقدم حليب الأم للطفل فوائد كثيرة كما يساعده على تجنب العدوى، ودخول الطفل في مرحلة تناول الطعام العادي في سن ستة أشهر لا يعني التوقف عن الإرضاع، سواء كان هذا الإرضاع طبيعياً أم عن طريق لبن الأطفال والمكملات المخصصة لهذا الغرض.

حيث يجب أن يستمر الإرضاع حتَّى بلوغ الطفل عامه الأول، أي أن الأشهر الستَّة الأولى سيكون غذاء الطفل مقتصراً على الإرضاع، فيما سيكمل الأشهر الستَّة الثانية بالاعتماد على الإرضاع إلى جانب الطعام العادي.

كيف أعرف إذا كان طفلي مستعداً لتناول الطعام للمرة الأولى؟

هناك بعض المؤشرات الخاطئة التي لا علاقة لها باستعداد الطفل لتناول الطعام العادي لذلك لا يُعتدُّ بها على الرغم من شيوعها، وعلى رأسها الاستيقاظ ليلاً أو زيادة الرغبة بالحليب أو مص الإصبع، فهذه المؤشرات لا ترتبط باستعداد الطفل لتناول طعامه لأول مرة بقدر ما ترتبط بأشياء أخرى.

أمَّا عن المؤشرات التي تدل على استعداد الرضيع لتناول الطعام العادي؛ فهي جميعها تعتمد على الملاحظة المباشرة وتظهر بعد بلوغ الطفل الشهر الرابع على الأقل، فيجب أن تجيب الأمُّ عن بعض الأسئلة كما يذكرها موقع منظمة (Mayo Clinic) لتتأكد أن طفلها مستعد لاستقبال الطعام.

  1. هل يتمكن طفلك من تثبيت رأسه في وضع مستقر؟
  2. هل تمكن الرضيع من الجلوس مع المساعدة؟
  3. هل بدأ طفلك بمحاولة أكل ألعابه وابتلاع الأشياء من حوله؟
  4. هل يتأثر طفلك بنوعية الطعام الذي تتناولينه ويعبر عن ذلك عند الرضاعة؟

إذا كان طفلنا الرضيع قد بلغ أو تجاوز الشهر الرابع من عمره وكان جواب الأسئلة السابقة هو نعم، عندها سيكون طفلنا جاهزاً لخوض تجربة الطعام العادي، لكن كيف سيتناول الرضيع الطعام العادي لأول مرة؟ وما الأطعمة المناسبة للقضمة الأولى؟

كيف أبدأ بإطعام الطفل الرضيع؟

من البديهي أنَّ الطفل بعمر خمسة أشهر لن يتمكن من ابتلاع القطع الكبيرة والقاسية، بالتالي يجب أن نلجأ إلى الأطعمة المسلوقة والمهروسة جيداً، وغالباً ما تستخدم الأمهات مساحيق الحبوب المدعَّمة بالحديد من خلال وضعها مع الحليب.

فضلاً عن قوام الطعام نفسه هناك أمور أخرى يجب أن نراعيها عند دخول الطفل إلى عالم الطعام العادي، ويمكن أن نقسم هذه الأمور إلى قسمين:

  1. طريقة إعطاء الرضيع الطعام لأول مرة.
  2. الأغذية المناسبة للطفل حتَّى إتمامه لعامه الأول.

طريقة إعطاء الطفل الرضيع الطعام لأول مرة واختبار الحساسية

كما ذكرنا؛ فإن البداية غالباً ما تكون مع الحبوب المدعَّمة والمخصصة للأطفال مثل الأرز المطحون، ويفضل أن يتم خلط ملعقة واحدة أو ملعقتين من الحبوب مع حليب الأم أو لبن الأطفال كبداية.

كما يجب أن تُعطى للطفل بواسطة الملعقة، فيما تفضل بعض الأمهات خلط المكونات ضمن قارورة الإرضاع ولكن لا ينصح بذلك إلا إذا كان بناءً على توصيات الطبيب.

المرحلة الثانية ستكون بعد بضعة أيام من خلال إضافة الخضراوات والفاكهة الطرية أو المسلوقة إلى غذاء الطفل، ولكن يجب اختبار تقبل الطفل للطعام الجديد من خلال إعطاء جسده الوقت الكافي للتعبير عن أي ردة فعل تحسسية.

إذن يجب أن نعطي طفلنا بضعة أيام قبل إدخال نوع جديد من الطعام لملاحظة أي أعراض تدل على حساسية تجاه نوع معين من الطعام، وبالعموم يجب أن تكون هذه الأطعمة خالية من الملح والسكر الإضافي، كما يجب أن نبتعد عن الأطعمة التي قد تسبب الحساسية مثل السمك والبيض ومنتجات الفول السوداني والشحوم حتَّى بلوغه الشهر الثامن على الأقل.

كميات طعام الطفل الرضيع

 نبدأ بكميات قليلة من الطعام للطفل الرضيع بمعدل مرة واحدة يومياً مع التأكيد على منح الطفل الوقت الكافي للتعبير عن الحساسية عند إدخال نوعيات جديدة من الطعام، كما نزيد هذه الكمية تدريجياً خلال الشهور بين السادس والثامن كون الطفل قد اعتاد على الطعام جيداً، فنصل معه إلى ثلاث وجبات يومياً.

كما أنَّكِ ستكونين قادرة على تحضير وتقديم نسخة مصغرة ومطحونة من الطعام العادي الذي يتناوله الكبار لطفلك الرضيع عند الشهر الثامن وحتَّى السنة مع الابتعاد عن الأطعمة عالية الدسم، كما يمكن البدء باختبار الحساسية تجاه أطعمة جديدة.

المسموح والممنوع في أطعمة الرُضَّع

هناك عاملان أساسيان يتحكمان بنوعية الطعام الذي يبدأ به الرضيع هذه التجربة، العامل الأول هو ما يتعلق بقوام الطعام وسهولة هضمه، والعامل الثاني هو ما يتعلق بقيمة الطعام الغذائية.

بالنسبة لقوام الطعام وسهولة هضمه لا بد أن نراعي أن طفلنا ما يزال غير قادر على المضغ، كما أن جهازه الهضمي لن يتمكن من هضم الأطعمة الثقيلة، لذلك لا بد أن نبحث عن أطعمة سلسة بطبيعتها أو أن نحضرها للتناسب مع قدرة أطفالنا على المضغ والبلع والهضم.

أبرز الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الطفل الرضيع حتَّى عمر سنة

  • الأرز المطحون أو الحبوب المدعَّمة المخصصة للأطفال.
  • الجزر المسلوق والمهروس.
  • التفاح المسلوق.
  • البطاطا الحلوة المهروسة أو البطاطا العادية المهروسة.
  • الفاكهة الطرية مثل الخوخ، الدراق، البطيخ… إلخ.
  • الأطعمة التي يمكن أن يقبض عليها الطفل بيده وتكون مناسبة له مثل الموز أو المنجا الناضجة.
  • عند مرور شهر إلى شهرين على تناول طفلك لأطعمة من هذا النمط (أي في الشهر الثامن) يمكنك إدخال اللحوم الصافية والناضجة جيداً.
  • كما يمكنك في هذه المرحلة تقديم الطعام المطبوخ بعد هرسه أو فرمه، مثل الفاصولياء والمعكرونة والأرز والأسماك البيض مع الانتباه للحساسية.
  • يجب أن يبدأ طفلك بشرب الماء من الكأس تزامناً مع بلوغه مرحلة التعامل مع الطعام العادي.

الأطعمة التي يجب أن تجنب إعطائها للرضيع

على الرغم من وجود أنواع معينة لا ينصح بإعطائها للأطفال قبل عمر سنة، لكن لا بد من إجراء اختبار الحساسية على أي نوع من أنواع الأطعمة حتَّى تلك المسموح بها، أما عن الأطعمة التي يجب أن نتجنب إعطاءها للرُضَّع فهي:

  • الحمضيات، يمكن إعطاؤها للطفل في الشهر التاسع بعد التأكد من عدم وجود حساسية تجاه الحمضيات، حيث تعبر الحساسية عن نفسها من خلال الطفح الجلدي.
  • العسل، يمكن أن يتسبب العسل بالتسمم في سن مبكرة.
  • حليب البقر، حيث يتم الاعتماد على حليب الثدي وحليب الأطفال بشكل كامل حتَّى بلوغ طفلنا عمر السنة.
  • المكسرات والفشار (البوشار) والبذور والأطعمة المجففة التي قد تسبب الاختناق.
  • الأطعمة صعبة البلع مثل البلح والسفرجل.
  • زبدة ومشتقات الفول السوداني.

أمَّا من حيث القيمة الغذائية لأطعمة الطفل الرضيع

فيحتاج الأطفال لتركيبة كاملة من العناصر الغذائية، حيث يجب أن تتضمن الأغذية نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والألياف بشكل متوازن، وعادَّة ما تكون الأطعمة المخصصة للأطفال مدعمة بالفيتامينات والمعادن اللازمة.

عموماً تعتبر البقول واللحوم النقية مصدراً ممتازاً للبروتين، كما تعتبر الخضراوات والفاكهة مصدراً ممتازاً للفيتامينات والمعادن، لكن يظل الطفل بحاجة إلى حليب الأم أو الحليب البديل.

نصائح مهمة للتعامل مع إطعام الطفل الرضيع

  1. يجب أن تحافظي على إعطاء الطفل حليب الثدي والحليب المدعَّم حتَّى بلوغه السنة على الأقل، ولا تعطي طفلكِ حليب الأبقار كامل الدسم قبل بلوغ السنة.
  2. يجب أن تكوني على مقربة دائماً من طفلك الرضيع أثناء تناوله الطعام مع الانتباه إلى أي علامات حساسية أو اختناق.
  3. يُفضل أن يتناول الطفل طعامه بوضعية الجلوس تفادياً للاختناق.
  4. اختبري حرارة الطعام قبل تقديمه لطفلك.
  5. ابتعدي عن الإضافات والمنكهات مثل البهارات والملح والسكر.
  6. لا تقومي بخلط الكثير من العناصر في طعام الطفل الرضيع.
  7. يحاول الطفل أن يأكل بيده، دعيه يمرح.
  8. حاولي أن تستخدمي ملعقة مناسبة أثناء إطعام الطفل، ويفضل عدم استخدام الشوكة أو السكين.
  9. لا تجبري طفلك على تناول الطعام واتركيه دائماً على راحته.